Wednesday, December 17, 2008

نظره أمل




فى يوم عاصف وممطر كمعظم ايام الشتاء


كنت اسير فى طريقى عابثه متمنيه ان اجد شيئآ يكسر مللى ويغير حياتى


اسير شارده تحت قطرات المطر التى تلمع كالؤلؤ


وجدتها هناك تقف وحيده شارده هى الاخرى


فى يديها لعبتها وقد ابتلت من المطر


على وجهها نظره عابثه وجسمها يهتز من قسوه البرد




: ذهبت إليها وانحنيت وسألتها


لماذا تقفى وحدك هكذا فى المطر يا صغيره ؟


نظرت إلى ولم تتكلم ثم عادت لشرودها


فسألتها مره اخرى


اجابت : لقد ذهب اخى ليجلب لنا الطعام والغطاء منذ الصباح ولم يعد وانا انتظره


فقلت لها : ولماذا تقفين خارج البيت فى المطر فلتنتظريه بالداخل


فأجابت بالرفض وقالت : سأبقى هنا




استوقفتنى كلماتها للحظات ثم سألتها


لماذا ؟ اذا كنتى لا تريدين البقاء وحدك فتعالى معى الى المنزل حتى يتوقف المطر


ولكنها امتنعت ورفضت المجئ


ثم قالت : لقد تركنى هنا وسأظل انتظره هنا


قلت : ربما حدث شئ جعله يتأخر فى العوده فلندخل الان ثم نذهب للبحث عنه بعد توقف المطر


ولكنها امتنعت مره اخرى واجابت غاضبه : لا لم يحدث له شئ


ان الله يحافظ عليه من اجلى فهو المتبقى لى من هذه الدنيا


فسألتها : اين ابوك وامك ؟


اجابت : تركونا ونحن صغار ولم يبقى لى سوى اخى




فنظرت اليها فى نظره عطف وشفقه ولكنها بادلتنى النظرات بنظره غضب


فسألتها : لماذا انتى غاضبه يا صغيره ؟


اجابت : ان لا احتاج لعطفك وشفقتك فانا ما زال لدى اخى


قلت لها : واذا ذهب اخوك


قالت : يبقى لى ربى .. افضل من الدنيا وما فيها


تعجبت من ردها فهى لا تزال صغيره على مثل هذا الكلام والاسلوب




فسكتت لبرهه .. فوجدتها تقول


اذا حدث له شئ فسيكون من تدابير ربى وانا راضيه .. فانا من عباده ولن ينسانى


فقلت لها : وهل ستظلى واقفه هكذا .. بهذه الطريقه ستمرضين


قالت : سأظل انتظر ولن اقطع الامل حتى يأتى


ابتسمت فى وجهها واجبت : حسنا يا صغيره انتظرينى هنا




ثم ذهبت لأجلب لها بعض الحلوى وعندما عدت وجدت اخيها قد عاد هو الاخر


نظرت على وجهها المبتسم والمشرق وابتسمت


فقالت لى : الم اقل لكى ان ربى لن ينسانى


اعطيتها الحلوى واكملت سيرى وانا ابتسم


فلقد علمتنى هذه الصغيره معنى الامل ومعنى الحياه